في عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة، أصبح انتظار شحن الهاتف الذكي مشكلة حقيقية تواجه ملايين المستخدمين يوميًا. قد تتساءل، لماذا لا يُشحن الهاتف الذكي بالسرعة المتوقعة رغم استثمارك في شاحن قوي؟
الإجابة قد تفاجئك: المشكلة ليست في الشاحن نفسه، بل في استراتيجية الشركات المُصنِّعة للهواتف الذكية.
لماذا لا يَشحِن هاتفك بالسرعة المُعلن عنها؟
عندما تشتري هاتفًا ذكيًا يدعم "الشحن السريع" بقدرة 120 واط مثلاً، فإنك تتوقع أن يُشحن هاتفك بهذه السرعة المذهلة مع أي شاحن مناسب. لكن الواقع مختلف تمامًا، فتلك الأرقام المبهرة التي تراها في الإعلانات تعتمد على ظروف مثالية، وغالبًا لا تتحقق إلا باستخدام شواحن وكابلات محددة تقدمها الشركة المصنعة نفسها.
وفي كثير من الحالات، يكون الشاحن التجاري القوي بلا فائدة إذا لم يكن متوافقًا مع "نظام الشحن" الذي تحدده الشركة، ما يفسر لماذا ترى أداءً بطيئًا رغم مواصفات الشاحن العالية.
لماذا لا تعمل الشواحن السريعة مع كل الهواتف؟
الشاحن قد يكون قويًا، لكن الهاتف نفسه قد لا "يتوافق" معه بالشكل الأمثل. هذا لأن بعض الشركات تستخدم تقنيات شحن خاصة بها، تختلف عن المعايير العالمية، مثل: USB PD و PPS، مما يفرض استخدام الشاحن الأصلي للوصول إلى السرعة القصوى.
لنبسط المصطلحات التقنية التي قد تبدو معقدة:
- - USB PD (توصيل الطاقة عبر USB): معيار عالمي يتيح نقل قدر أكبر من الطاقة عبر كابلات USB، مما يسمح بشحن أسرع وأكثر كفاءة للأجهزة.
- - PPS (مزود الطاقة القابل للبرمجة): تقنية متقدمة تتيح ضبط الجهد والتيار بشكل دقيق أثناء الشحن، مما يحقق توازنًا أفضل بين سرعة الشحن والحفاظ على سلامة البطارية.
- - دور الكابل الأصلي في السرعة الفعلية للشحن: قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن الكابل يلعب دورًا كبيرًا. فبعض الشركات تشترط كابلًا يتحمل تيارًا عاليًا (مثل 6 أمبير)، وإلا تقل السرعة إلى النصف أو أكثر.
لكن المشكلة الحقيقية هنا هي أن العديد من الشركات المُصنِّعة للهواتف الذكية، خاصة الشركات الصينية منها، طورت أنظمة شحن خاصة بها تعمل خارج هذه المعايير العالمية.
كيف تتعامل الشركات المختلفة مع تقنيات الشحن؟
أولاً، لنبدأ مع أشهر الشركات الصينية، التي تقدم ميزة الشحن السريع لكن بشروطها الخاصة:
شركة موتورولا وميزة TurboPower
رغم أن هواتف Motorola تدعم معايير الشحن العالمية، إلا أن تقنية TurboPower الخاصة بها تعتمد على إعدادات طاقة غير قياسية تصل إلى 125 واط (20 فولت/6.25 أمبير).
وهذا يعني أنك لن تستفيد من السرعة القصوى إلا باستخدام شاحن وكابل موتورولا الأصليين، وإلا ستحصل على شحن أبطأ بكثير.
شركة شاومي وميزة HyperCharge
تقدم شركة Xiaomi تقنية HyperCharge المذهلة بقدرة تصل إلى 120 واط، لكن هذه السرعة مشروطة تمامًا باستخدام شاحن شاومي الأصلي وكابل مصمم خصيصًا بمعدل 6 أمبير.
ففي حالة إذا استخدمت شاحنًا آخر، حتى لو كان عالي الجودة، فستنخفض سرعة الشحن بشكل كبير لتصل إلى 27 أو 67 واط فقط.
شركة أونور وهواوي وميزة SuperCharge
تمامًا مثل شركة شاومي، تعتمد هواتف Honor و Huawei على تقنية SuperCharge الخاصة بهما، والتي تعمل خارج إطار USB PD القياسي.
وهذا يعني أن الشحن السريع يتطلب استخدام شاحن وكابل من نفس الشركة، وإلا ستحصل على أداء أقل بكثير من المُعلن عنه.
شركة أوبو و ون بلس و فيفو
هذه العلامات التجارية تستخدم تقنيات شحن خاصة، مثل: VOOC و SuperVOOC و Warp Charge، والتي صُممت بمعايير مختلفة عن الشواحن القياسية.
لذلك، حتى لو كان لديك شاحن عالي الجودة من شركة طرف ثالث، فإنك لن تستفيد من السرعة القصوى للشحن دون استخدام الشاحن الأصلي للشركة.
شركة آبل و سامسونج و جوجل
ثانيًا، لنلقي نظرة على الشركات الغربية، التي تقدم التزامًا أكبر بالمعايير العالمية:
على النقيض تمامًا من الشركات الصينية، تلتزم شركات مثل Apple و Samsung و Google بمعايير USB PD و PPS العالمية، مما يجعل أجهزتها أكثر توافقًا مع شواحن الأطراف الثالثة.
صحيح أن سرعات الشحن قد لا تصل إلى مستويات 120 واط، لكنها تظل ثابتة وموثوقة ومتوافقة مع مجموعة واسعة من الشواحن المتاحة في السوق.
ماذا يعني هذا للمستخدم العادي؟
إذا كنت تمتلك هاتفًا من إحدى الشركات الصينية المذكورة، فيجب أن تضع في اعتبارك ما يلي:
1️⃣ الشاحن الأصلي هو الأفضل: للحصول على السرعة القصوى المعلن عنها، استخدم الشاحن والكابل الأصليين من الشركة المصنعة.
2️⃣ لا تنخدع بالأرقام وحدها: عند شراء هاتف جديد، لا تتأثر فقط برقم السرعة المذهل (مثل 120 واط)، بل اسأل عن شروط تحقيق هذه السرعة.
3️⃣ الشواحن العالمية لها حدودها: إذا كنت تستخدم شاحنًا من شركة طرف ثالث، فتوقع أن تكون سرعة الشحن أقل بكثير من المعلن عنها، حتى لو كان الشاحن عالي الجودة.
نصائح لتحسين عملية الشحن دون تغيير الهاتف
- استخدم الشاحن والكابل الأصلي دائمًا.
- ابحث عن الشاحن الذي يدعمه هاتفك رسميًا.
- تأكد من أن الكابل يدعم نفس المعايير.
- تجنب الشواحن الرخيصة غير المعتمدة.
- اشحن في وضع الطيران لتقليل استهلاك الطاقة.
- تجنب استخدام الهاتف أثناء الشحن.
- حافظ على منفذ الشحن نظيفًا.
الخلاصة
تقنيات الشحن السريع تمثل تقدمًا هائلاً في عالم الهواتف الذكية، لكن الأرقام المذهلة التي نراها في الإعلانات غالبًا ما تكون مشروطة باستخدام نظام بيئي كامل من نفس الشركة المصنعة. فَهم هذه الحقيقة يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل عند شراء هاتف جديد أو اختيار شاحن مناسب، ويجنبك الإحباط عندما لا يشحن هاتفك بالسرعة التي توقعتها.
فإذا كانت سرعة الشحن من أولوياتك، فقد يكون من الأفضل الاستثمار في الشاحن الأصلي للهاتف، أو اختيار هاتف من شركة تلتزم بالمعايير العالمية للشحن مثل آبل أو سامسونج أو جوجل، حتى تتمتع بمرونة أكبر في اختيار الشواحن المتوافقة.
إضافة تعليق