إن البدء في عملية بناء متجر إلكتروني عبر الإنترنت Online Store قد تُشكل تحديًا، ولكن مع الأدوات الصحيحة والإرشادات الملائمة يمكن أن يتحول هذا التحدي إلى فرصة ملهمة ومربحة، لذلك سواء كنت خبيرًا في ريادة الأعمال أو مبتدئًا في هذا المجال، يمكن أن يكون إنشاء متجر إلكتروني وسيلة فعالة للوصول إلى جمهور كبير لتوسيع نطاق أعمالك.
في هذا السياق، نقدم لكم هذه المقالة الشاملة لنرشدكم خطوة بخطوة كيفية بناء علامة تجارية Brand لا تُنسى، بدءًا من مرحلة اختيار فكرة المنتج الذي سوف تبيعه في متجرك، ثم دراسة المنافسين لك والعملاء المستهدفين، ومرورًا بعرض القيمة الخاصة بمنتجك، وانتهاءً بأساسيات علامتك التجارية.
فمن خلال هذا الدليل الشامل، ستجدون أنفسكم على الطريق الصحيح لبناء متجر إلكتروني ناجح، يتفوق على منافسيه في عالم التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت.
ما هي التجارة الإلكترونية E-commerce وأهميتها؟
التجارة الإلكترونية والمعروفة أيضًا بـ E-commerce تمثل عملية بيع وشراء السلع والخدمات عبر الإنترنت، مما جعلها جزءًا متزايد الأهمية من اقتصادنا وحياتنا اليومية، ففي عام 2022 بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية العالمية 5.717 تريليون دولار، ويُتوقع أن تتجاوز 8 تريليون دولار بحلول عام 2026، وتُعد هذه الزيادة الهائلة مؤشرًا على الأثر الكبير الذي تتركه التجارة الإلكترونية على الاقتصاد العالمي.
وهناك عدة أسباب تجعل التجارة الإلكترونية أمرًا حيويًا في عالمنا المعاصر، وهي كما يلي:
أولاً إنها طريقة مريحة وفعالة للتسوق، فيمكن للعملاء تصفح وشراء المنتجات من منازلهم طوال 24 ساعة في اليوم 7 أيام في الأسبوع، كما يمكنهم أيضًا مقارنة الأسعار من تجار التجزئة المختلفين وقراءة مراجعات العملاء قبل إجراء عملية الشراء.
ثانيًا تقدم التجارة الإلكترونية مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات التي قد لا تكون متوفرة في المتاجر التقليدية، وينطبق هذا خصيصًا على المنتجات المتخصصة أو المنتجات التي لا تُباع في المتاجر المحلية.
ثالثًا يمكن أن تكون التجارة الإلكترونية أكثر فعالية من حيث التكلفة من التسوق التقليدي، فغالبًا ما يتحمل تجار التجزئة تكاليف عامة أقل عند البيع عبر الإنترنت، وهو ما يمكن أن يُترجم إلى أسعار أقل للمستهلكين، بالإضافة إلى ذلك يمكن للمتسوقين عبر الإنترنت في كثير من الأحيان العثور على كوبونات وخصومات غير متوفرة في المتاجر التقليدية.
وبالإضافة إلى ما سبق، تُعد التجارة الإلكترونية مهمة أيضًا للشركات بجميع أحجامها، فهي تسمح للشركات الصغيرة بالتنافس مع الشركات الكبيرة من خلال الوصول إلى جمهور عالمي، كما يمكن للتجارة الإلكترونية أن تساعد الشركات على خفض التكاليف وزيادة الكفاءة.
وفيما يلي بعض البيانات الإحصائية التي تدعم أهمية التجارة الإلكترونية والمتاجر الإلكترونية في وقتنا الحالي:
- في إحصائية مأخوذة من تقرير صادر عن مكتب الإحصاء الأمريكي US Census Bureau، أنه في عام 2022 شكلت مبيعات التجارة الإلكترونية 22% من إجمالي مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة.
- في إحصائية مأخوذة من تقرير صادر عن شركة Statista ينفق المتسوق العادي عبر الإنترنت 4,949 دولارًا سنويًا.
- في إحصائية مأخوذة من تقرير صادر عن شركة Statista أن 53% من مستخدمي الهواتف الذكية أجروا عملية شراء عبر الإنترنت باستخدام هواتفهم الذكية.
- في إحصائية مأخوذة من تقرير صادر عن شركة Pew Research Center أن 78% من البالغين في الولايات المتحدة أجروا عملية شراء عبر الإنترنت.
- بنفس الإحصائية السابقة يقول 67% من المتسوقين عبر الإنترنت أن الراحة هي العامل الأكثر أهمية في قرارهم بالتسوق عبر الإنترنت.
- بنفس الإحصائية السابقة يقول 64% من المتسوقين عبر الإنترنت أن السعر هو العامل الأكثر أهمية في قرارهم بالتسوق عبر الإنترنت.
تُظهر هذه الإحصائيات أن التجارة الإلكترونية تمثل قوة رئيسية في الاقتصاد العالمي وأنها أصبحت ذات أهمية متزايدة للمستهلكين والشركات على حد سواء.
مرحلة بناء العلامة التجارية Brand
لقد أحدثت التجارة الإلكترونية E-commerce ثورة في الطريقة التي نتسوق بها، فباستخدام الإنترنت يمكن لأي شخص لديه منتج أو خدمة الوصول إلى جمهور على مستوى العالم، ومع ذلك يتطلب بناء متجر إلكتروني ناجح الكثير من العمل والتخطيط.
لذلك، قبل أن تبدأ في بناء متجرك من المهم أن تأخذ بعض الوقت للإعداد والتخطيط، فسوف يساعدك ذلك على تحديد أهدافك وجمهورك المستهدف وقيمة علامتك التجارية.
فيما يلي سوف نوضح لك الخطوات الحاسمة اللازمة للتحضير لإطلاق متجرك عبر الإنترنت، مما يضمن لك الشروع في رحلة التجارة الإلكترونية الخاصة بك بثقة ووضوح:
فكرة المنتج Product Idea
الخطوة الأولى هي التوصل إلى فكرة المنتج الذي تريد بيعه على متجرك الإلكتروني، فما هو المنتج أو الخدمة التي سوف تقدمها؟ ما هي المشكلة التي سوف تحلها من خلال هذا المنتج؟ ما هي القيمة التي سوف تقدمها لعملائك؟
لذلك، عند اختيار فكرة المنتج، من المهم مراعاة العوامل التالية:
- الاحتياجات أو المشكلات التي يواجهها جمهورك المستهدف: ما الذي يبحثون عنه؟ ما الذي يرغبون في شرائه؟
- ما الذي يقدمه المنافسون: ما هي المنتجات أو الخدمات الشائعة؟ ما هي نقاط القوة والضعف لدى المنافسين؟
فإن كنت تريد بيع شيء يريده الناس ويحتاجونه بالفعل، إذًا عليك إجراء بعض الأبحاث لمعرفة المنتجات الشائعة في مجال تخصصك، ويمكنك هنا الاستعانة بـ Google Trends لمعرفة ما يبحث عنه الأشخاص.
يمكنك تحميل دليل المدونة المجاني [قائمة الأفكار التجارية] لمساعدتك في العثور على الإلهام، فهو يضم قائمة بها أكثر من مئة فكرة عمل مطلوبة، مُقسمة إلى فئات، مثل: التعليم واللياقة البدنية والملابس والألعاب.
وبمجرد أن يكون لديك بعض الأفكار من المهم التحقق من صحتها، وهذا يعني التأكد من أن الناس على استعداد فعليًا لشراء منتجك، ويمكنك تنفيذ ذلك من خلال إجراء الاستطلاعات، أو تشغيل حملات الطلب المسبق، أو حتى التحدث إلى العملاء المحتملين شخصيًا.
دراسة المنافسين Competitive Research
بمجرد أن يكون لديك فكرة منتج ثم تحققت من صحتها، فقد حان الوقت لإجراء بعض الأبحاث عن منافسيك، وهذا يعني معرفة الأشخاص الآخرين الذين يبيعون منتجات مماثلة وما يفعلونه بطريقة صحيحة أو خاطئة، فأنت بحاجة إلى جمع الكلمات الرئيسية التي يستخدمونها لجذب العملاء وحجم مبيعاتهم السنوية والأسعار وطرق الدفع، وما إلى ذلك.
ويمكنك هنا استخدام أدوات مثل: SEMrush و Ahrefs للبحث في مواقع منافسيك، كما يمكنك أيضًا قراءة المراجعات عبر الإنترنت وتعليقات وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يقوله الأشخاص عن منافسيك.
يمكنك تحميل قالب المدونة المجاني [أبحاث السوق وتحليل المنافسين] الذي يوضح لك كيفية دراسة منافسيك.
دراسة العملاء Customer Research
يُعد إجراء الأبحاث عن العملاء أمرًا أساسيًا لفهم احتياجات وتفضيلات وسلوكيات جمهورك المستهدف، فمن خلال اكتساب فهم عميق لعملائك، يمكنك تصميم عروض منتجاتك واستراتيجيات التسويق وخدمة العملاء لتتوافق مع احتياجاتهم المحددة.
ويمكنك هنا استخدم أساليب دراسة مختلفة لجمع رؤى حول جمهورك المستهدف، فيمكنك إجراء الاستطلاعات ومجموعات التركيز لجمع تعليقات مباشرة حول احتياجاتهم ونقاط الضعف وتفضيلاتهم للمنتج، وانخرط في الاستماع إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمراقبة المحادثات عبر الإنترنت لفهم مشاعر المستهلك فيما يتعلق بتخصصك.
وبمجرد جمع البيانات الكافية، سوف تكون بحاجة إلى تطوير شخصيات العملاء التفصيلية التي تمثل عملائك المثاليين المستهدفين، ويجب أن تتضمن هذه الشخصيات معلومات ديموغرافية والملامح النفسية وسلوكيات الشراء، فمن خلال فهمك العميق لعملائك يمكنك إنشاء تجربة تسوق تتجاوز توقعاتهم.
يمكنك تحميل قالب المدونة المجاني [ورقة عمل الشخصية المستهدفة] الذي يوضح لك كيفية دراسة العميل، وقالب المدونة المجاني [الشخصية المستهدفة] لتسجيل بيانات الشخصيات المثالية المستهدفة.
عرض القيمة لمنتجك Value Props
عرض القيمة (أو الوعد) الخاص بمنتجك هو جوهر هوية علامتك التجارية، حيث يوضح الفوائد والمزايا الفريدة التي يقدمها منتجك مقارنة بالمنافسين، يجب أن يوضح بوضوح سبب اختيار العملاء لمنتجك وكيف سوف يُلبي احتياجاتهم المحددة أو يحل مشاكلهم.
على سبيل المثال: متجر إلكتروني يبيع حاسب محمول وكتب عرض القيمة التالي: "حاسب محمول، السعر 1100 دولار"، ومتجر إلكتروني آخر يبيع نفس الجهاز ولكنه كتب عرض القيمة التالي: "حاسب محمول مخصص لمنشئي المحتوى، السعر 1100 دولار، المواصفات الفنية … إلخ"، أنت كعميل أي المتجرين سوف تشتري منه هذا المنتج؟
لذلك، تأكد من أن عرض القيمة الخاص بك واضح وموجز وسهل الفهم، ويجب أن يكون ذا صلة بجمهورك المستهدف ويعالج نقاط الضعف لديهم مباشرة، كما يمكنك تسليط الضوء على الميزات والفوائد الفريدة لمنتجك، مع التركيز على كيفية تميزه عن المنافسين.
يمكنك تحميل قالب المدونة المجاني [بيانات عرض القيمة] الذي تحتاج إلى ملئه بأكبر عدد ممكن من عروض القيم حول منتجك ومؤسستك، والتي سوف ترجع إليها مرة أخرى أثناء إنشاء منتجك وخطتك التسويقية ومتجرك الإلكتروني.
أساسيات العلامة التجارية
علامتك التجارية هي وعدك لعملائك، هي الأساس الذي تبني عليه الثقة والولاء، والعلامة التجارية تشمل اسم علامتك التجارية والشعار والألوان والصوت والشخصية، فكلما كانت هوية علامتك التجارية قوية كلما ميزتك عن المنافسين وصنعت انطباعًا دائمًا في أذهان المستهلكين.
فيما يلي بعض العناصر الأساسية للعلامة التجارية:
اسم العلامة التجارية: اختر اسمًا تجاريًا لا يُنسى، قصير، وسهل التهجئة، وذو صلة بتخصصك.
الشعار: صمم شعارًا احترافيًا وجذابًا من الناحية البصرية، ويمثل شخصية علامتك التجارية.
ألوان علامتك التجارية: يجب أن تكون لوحة ألوان علامتك التجارية متسقة، لتعكس جوهر علامتك التجارية.
صوت العلامة التجارية: اعمل على تطوير صوت العلامة التجارية الذي يتوافق مع جمهورك المستهدف ويتوافق مع قيمهم .
شخصية العلامة التجارية: يجب أن تكون شخصية علامتك التجارية متسقة عبر جميع نقاط الاتصال، بما في ذلك متجرك الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والمواد التسويقية.
الخلاصة
إن مرحلة الإعداد ليست مجرد مقدمة لإطلاق متجرك الإلكتروني؛ بل هي الأساس الذي سوف يُبنى عليه نجاحك في التجارة الإلكترونية E-commerce، فمن خلال تخصيص الوقت الكافي لإجراء بحث شامل، وتطوير خطة قوية، وتحسين استراتيجية علامتك التجارية، سوف تزيد فرص نجاحك في مشهد التجارة الإلكترونية التنافسي.
وتذكر أن إطلاق متجر عبر الإنترنت ليس حدثًا لمرة واحدة؛ بل هي عملية مستمرة للتعلم والتكيف والتطور، فابق على اطلاع بأحدث اتجاهات الصناعة، وحلل تعليقات العملاء، واعمل على التحسين المستمر لعروض المنتجات وتجربة العملاء، فبالتفاني والمثابرة يمكنك إنشاء أعمال تجارة إلكترونية مزدهرة تصمد أمام اختبارات الزمن.
وفي ختام هذه المقالة، نتمنى أن تكون الخطوات التي قدمناها قد فتحت أفقًا جديدة أمامكم في رحلة بناء متجركم الإلكتروني وبناء علامتكم التجارية، وترقبوا المزيد من النصائح والإرشادات لتحقيق نجاح متجركم الإلكتروني، فإذا كنتم مستعدين للانطلاق في رحلتكم، فلا تترددوا في متابعتنا.
إضافة تعليق