في ساحة التطور التكنولوجي المتسارع، أصبح الذكاء الاصطناعي واحدًا من أبرز المجالات التي تستحوذ على اهتمام العالم، فقد شهد القرن الواحد والعشرون طفرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمتاز بقدرتها على تحقيق إنجازات لم يكن يمكن تصورها في السابق، وفي هذا السياق، يظهر ChatGPT كروبوت محادثة ذكي يعكس جوهر التطور الحديث في مجال الذكاء الاصطناعي.
فمع استفحال التحديات والفرص التي يفتحها الذكاء الاصطناعي أمامنا، يأتي ChatGPT كنموذج رائد يستحق الاستكشاف والتعمق، فروبوت المحادثة هذا يُعد إنجازًا نوعيًا يمثل نتيجة لعقود من البحث والتطوير في ميدان تعلم الآلة و الذكاء الاصطناعي، ومن خلال تفحص تاريخه وأسسه التكنولوجية، يتيح لنا ChatGPT نافذة إلى مستقبل مليء بالفرص والتحولات في تفاعل البشر مع التكنولوجيا.
لذلك، تهدف هذه المقالة إلى تقديم دليل شامل يستعرض جوانب متعددة لـ ChatGPT، بدءًا من أسس الذكاء الاصطناعي وأنماط التعلم الآلي، وصولًا إلى تفاصيل هيكله وآليات تطويره، كما سنستعرض فوائد وتطبيقات روبوت المحادثة هذا، ومقارنته مع أقرانه من روبوتات المحادثة الذكية، وسنلقي الضوء على التحديات المحتملة التي تطرأ في هذا المجال الواعد.
دعونا الآن نخوض رحلة مثيرة في عالم ChatGPT، حيث يتجاوز الحدود المألوفة للتواصل بين الإنسان والتكنولوجيا، ويمهد الطريق لفهم أعمق لما يمكن أن يبدعه العقل البشري والعقل الاصطناعي المتقدم معًا.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي AI: دليل المبتدئين الشامل لبناء مستقبلهم المهني
ما هو الذكاء الاصطناعي وأنواعه؟
قبل أن نتكلم عن روبوت المحادثة ChatGPT، دعونا نتعرف أولاً على ماهية الذكاء الاصطناعي وتاريخه وأنواعه، ثم نلقي الضوء على أنواع التعلم الآلي، وذلك لتمهيد الطريق لمن يقرأ هذه المقالة حتى يتثنى له فهم أساسيات روبوت المحادثة ChatGPT والتقنيات والمصطلحات المتعلقة به.
يُشير الذكاء الاصطناعي أو Artificial intelligence والمعروف اختصارًا بـ AI، إلى محاكاة الذكاء البشري في الآلات المبرمجة لأداء المهام التي تتطلب عادةً قدرات معرفية بشرية، مثل: التعلم وحل المشكلات واتخاذ القرار، بعبارة أخرى: يًشير الذكاء الاصطناعي إلى الآلات التي يمكنها "التفكير" و "التصرف" مثل البشر، واتخاذ القرارات والإجراءات بناءً على البيانات والخوارزميات.
وللذكاء الاصطناعي العديد من التطبيقات في مختلف المجالات، مثل: الرعاية الصحية والتمويل والتعليم والنقل والترفيه.
ففي مجال الرعاية الصحية يُستخدم الذكاء الاصطناعي للتشخيص الطبي وتطوير الأدوية، وفي مجال التمويل يُستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الاحتيال وإدارة المخاطر وإدارة المحافظ، وفي التعليم يُستخدم الذكاء الاصطناعي للتعلم المخصص ومشاركة الطلاب ووضع الدرجات، وفي النقل يُستخدم الذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية وتحسين حركة المرور، وفي مجال الترفيه يُستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى والتوصية به.
وفي حين أن للذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد، إلا أن هناك مخاوف بشأن تأثيره السلبي المحتمل على المجتمع، مثل: الاستغناء عن الوظائف والقضايا الأخلاقية المتعلقة بالخصوصية والتحيز، لذلك من المهم ضمان تطويره واستخدامه بطريقة مسؤولة وأخلاقية، مع مراعاة تأثيره المحتمل على المجتمع.
* تاريخ الذكاء الاصطناعي
يُعد تطوير الذكاء الاصطناعي عملية طويلة استمرت لعدة عقود بدءًا من الخمسينيات، وقد شهدت هذه العملية العديد من الإنجازات المهمة والمفاجئة في تطوير التقنيات والخوارزميات والأجهزة وتطبيقات الكمبيوتر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
ففي الخمسينيات من القرن الماضي، طور العلماء أول جهاز حاسوب يمكنه لعب الشطرنج والذي كان يعتبر تحديًا كبيرًا لأجهزة الكمبيوتر في ذلك الوقت، وكان هدف العلماء هو تعليم الكمبيوتر كيفية لعب هذه اللعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي الستينيات، طور العلماء تقنية تسمى التعلم الآلي أو Machine Learning والمعروفة اختصارًا بـ ML، وهي تقنية تُستخدم لتعليم أجهزة الكمبيوتر بناءً على البيانات والتجارب المتكررة، كما اختُرع أول جهاز حاسوب شخصي خلال هذه الفترة، مما أتاح للمستخدمين استخدام التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وفي السبعينيات، طُورت نماذج ذكاء اصطناعي تعتمد على الشبكات العصبية أو Neural Networks، والتي تعتمد على محاكاة العملية البيولوجية للدماغ البشري، ومكنت هذه التقنية العلماء من تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات الصور والنصوص والتعرف على الكلام.
وفي الثمانينيات، شهدت تقنية الذكاء الاصطناعي تحسينات كبيرة في مجال تطبيقات الصوت والصورة، كما طُورت تقنية تسمى معالجة اللغة الطبيعية أو Natural Language Processing والمعروفة اختصارًا بـ NLP، والتي تُستخدم للتفاعل بين البشر وأجهزة الكمبيوتر باستخدام اللغة الطبيعية.
وفي التسعينيات، استمر تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي وكان التركيز على تطوير عوامل ذكية وأنظمة متعددة الوكلاء، والتي يمكن أن تعمل بطريقة تعاونية لتحقيق الأهداف المشتركة، وأصبح استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا أكثر شيوعًا في العديد من التطبيقات، مثل: الروبوتات والتشخيص الطبي والتحليل المالي.
وفي العِقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استمرت تقنيات التعلم الآلي في التحسن، وطُورت خوارزميات التعلم العميق أو Deep Learning، مما مكّن من تحقيق تقدم كبير في مجالات التعرف على الصور والكلام، كما استخدمت هذه التقنية أيضًا لتطوير مساعدين شخصيين أذكياء، مثل: Siri و Alexa.
وفي السنوات الأخيرة، استمرت تقنية الذكاء الاصطناعي في التقدم بسرعة، ومع تطوير خوارزميات جديدة، مثل: التعلم المعزز أو Reinforcement Learning، والتي مكنت من تحقيق تقدم كبير في مختلف المجالات، بما في ذلك القيادة الذاتية أو Autonomous Driving، ومعالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية أو Computer Vision.
* أنواع الذكاء الاصطناعي
فيما يلي بعض الأنواع الشائعة من الذكاء الاصطناعي، فمع استمرار تطور هذا المجال من المرجح أن تظهر أنواع جديدة من هذه التقنية.
الذكاء الاصطناعي الضيق: والمعروف أيضًا باسم الذكاء الاصطناعي الضعيف، صُمم هذا النوع لأداء مهمة محددة أو مجموعة من المهام، مثل: التعرف على الصور أو معالجة اللغة الطبيعية، فهي أنظمة عالية التخصص والتركيز، ولا يمكنها أداء المهام خارج النطاق المقصود.
الذكاء الاصطناعي العام: والمعروف أيضًا باسم الذكاء الاصطناعي القوي، صُمم هذا النوع لأداء مجموعة واسعة من المهام وإظهار ذكاء يشبه الإنسان في جميع المجالات، ويمكن لهذه الأنظمة أداء مجموعة متنوعة من المهام والتفكير النقدي والتعلم بطريقة مستقلة.
الذكاء الاصطناعي التفاعلي: وهو نوع من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي لا يمكنها الاستجابة إلا لمجموعة محددة من المدخلات بمخرجات محددة، ولا تملك هذه الأنظمة القدرة على التعلم من التجارب السابقة أو تعديل سلوكها وفقًا لذلك.
الذكاء الاصطناعي محدود الذاكرة: تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات الذاكرة المحدودة القدرة على التعلم من التجارب السابقة مما يسمح لها بتعديل سلوكها وفقًا لذلك، ومع ذلك فإن هذه الأنظمة محدودة في قدرتها على تخزين واستدعاء كميات كبيرة من المعلومات.
ذكاء نظرية العقل: صُمم هذا النوع لفهم رغبات ونوايا الكيانات الأخرى، مثل: البشر أو أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى، ولا يزال هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في المراحل الأولى من التطوير.
الذكاء الاصطناعي المدرك للذات: هو نوع نظري من الذكاء الاصطناعي لديه وعي ويمكنه فهم وجوده، وفي حين أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يخضع حاليًا للكثير من التكهنات، إلا أنه ليس له وجود في الواقع بعد.
ما هو تعلم الآلة وأنواعه؟
تُعد تقنية تعلم الآلة أو Machine Learning والمعروفة اختصارًا بـ ML إحدى فروع الذكاء الاصطناعي، وتهدف هذه التقنية إلى تدريب الأنظمة الحاسوبية على تعلم الأنماط والتصرف بشكل ذاتي دون الحاجة إلى برمجة محددة، فهي تعمل على فهم البيانات وتحليلها بدقة لإتمام المهام المطلوبة.
وتنقسم تقنية تعلم الآلة إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي:
1. التعلم الخاضع للإشراف Supervised Learning
يَعتمد التعلم الخاضع للإشراف على تزويد النظام بمجموعة من البيانات المصنفة مسبقًا ومعلومات عن النتائج المتوقعة، ومن ثَمَّ تدريب النظام على تحليل هذه البيانات واستخلاص العلاقات بينها وبين النتائج المتوقعة، وبعد ذلك يُستخدم هذا التدريب لتحليل البيانات الجديدة وتوقع النتائج.
ويُساعد التعلم الخاضع للإشراف المؤسسات في حل مجموعة متنوعة من مشكلات العالم الحقيقي على نطاق واسع، مثل: تصنيف البريد العشوائي في مجلد منفصل عن علبة الوارد.
2. التعلم غير الخاضع للإشراف Unsupervised Learning
يُستخدم التعلم غير الخاضع للإشراف عندما يكون لدينا بيانات غير مصنفة ولا يوجد معلومات مسبقة عن النتائج المتوقعة، لذلك يُدرب النظام على تحليل هذه البيانات واستخلاص العلاقات بينها بشكل ذاتي دون توجيه بشري، ثم يُستخدم هذا التحليل لتحليل البيانات الجديدة واستخلاص المعلومات المفيدة.
وتُعد قدرة هذه الطريقة على اكتشاف أوجه التشابه والاختلاف في المعلومات تجعلها مثالية لتحليل البيانات الاستكشافية، واستراتيجيات البيع العابر، وتجزئة العملاء، والتعرف على الصور والأنماط.
3. التعلم شبه الخاضع للإشراف Semi-supervised learning
يوفر التعلم شبه الخاضع للإشراف وسيطًا بين التعلم الخاضع للإشراف و التعلم غير الخاضع للإشراف، ويمكن أن يحل التعلم شبه الخاضع للإشراف مشكلة عدم وجود بيانات مصنفة كافية لخوارزمية التعلم الخاضعة للإشراف، كما أنه يساعد إذا كان تصنيف بيانات كافية أمرًا مكلفًا للغاية.
4. التعلم التعزيزي Reinforcement Learning
يُستخدم التعلم التعزيزي في تدريب النظام على اتخاذ القرارات المناسبة تبعًا للبيانات المتاحة، ويُحفز النظام عند اتخاذ القرارات الصحيحة ومعاقبته عند اتخاذ القرارات الخاطئة، ومن ثَمَّ يُستخدم هذا التدريب لتحليل البيانات الجديدة واتخاذ القرارات الصحيحة بشكل ذاتي كما هو الحال مع السيارات ذاتية القيادة.
الآن، وبعد أن انتهينا من تسليط الضوء على المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي و تعلم الآلة، أصبح لديك عزيزي القارئ معرفة أساسية بالمفاهيم والمصطلحات المستخدمة في هذا المجال، مما يمكِّنك من فهم الأُسس العلمية التي يعتمد عليها روبوت المحادثة ChatGPT وكيفية عمله والتقنيات المستخدمة فيه.
لذلك، فيما يلي سوف نناقش مفهوم ChatGPT وبنيته والجهة التي أنشأته ومراحل تطوره، بالإضافة إلى كيفية تدريبه وميزاته وفوائده ومقارنته مع روبوتات المحادثة الأخرى، كما سنناقش تطبيقات استخدامه وحدوده والتحديات التي يواجهها ومستقبل هذا النموذج اللغوي المتطور.
ما هو مفهوم ChatGPT وكيف بدأ؟
في السنوات الأخيرة، شهدت مجالات الذكاء الاصطناعي و معالجة اللغة الطبيعية تطورات كبيرة، ومن بين هذه التطورات تقنية ChatGPT التي أثارت اهتمام العديد من المتخصصين في هذا المجال، فهذه التقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي و التعلم العميق لتحليل وفهم اللغة الإنسانية وتوليد النصوص الطبيعية بشكل يشبه الإنسان.
ويمكن إرجاع بداية ChatGPT إلى العمل المبكر على نماذج اللغة العصبية Neural Language Models و نماذج التسلسل إلى التسلسل Sequence-to-Sequence Models، وقُدمت نماذج اللغة العصبية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كبديل لنماذج n-gram التقليدية، والتي كانت ذات قدرة محدودة على التقاط التبعيات بعيدة المدى في النص، وقُدمت نماذج التسلسل إلى التسلسل في منتصف عام 2010 كطريقة لنمذجة بيانات التسلسل، مثل: النص والكلام.
وجاء أول تطور هام لروبوت ChatGPT في عام 2015 مع تقديم أول روبوت محادثة توليدي يُعرف باسم نموذج Seq2Seq، يستخدم هذا النموذج وحدة للتشفير ووحدة لفك التشفير لتوليد استجابات لمدخلات المستخدم، فتنفذ وحدة التشفير تشفيرًا لمدخلات المستخدم في متجه بطول ثابت، ثم يُستخدم بعد ذلك بواسطة وحدة فك التشفير لتوليد الاستجابة.
ثم جاء التطور الهام التالي في عام 2017 مع إدخال هندسة المحولات Transformers كتحسين على نموذج Seq2Seq، مما سمح بنمذجة أفضل للنص، واستُخدمت بنية المحولات في تطوير تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية المختلفة، بما في ذلك نمذجة اللغة والترجمة الآلية والإجابة على الأسئلة.
ما هي بنية GPT؟
إن مفهوم GPT وهو اختصارًا لـ "Generative Pre-trained Transformer"، يشير إلى: النموذج اللغوي المدَرَّب مسبقًا على المهام اللغوية المختلفة، وهو عبارة عن خوارزمية تَعلم عميق يمكنها توليد نَصًا يشبه نصوص الإنسان، وذلك من خلال توقع الكلمة التالية الأكثر احتمالية بالنظر إلى سلسلة من كلمات الإدخال، فهو نموذج توليدي، مما يعني أنه يُنشئ نصًا جديدًا عن طريق أنماط التعلم في مجموعات البيانات الكبيرة للنص الموجود.
وتعتمد بنية GPT على تقنية المحولات Transformers في تحسين أداء النموذج وزيادة دقته، وهي تقنية قُدمت في عام 2017 بواسطة Vaswani et al وقد ثبت أنها تقنية فعالة للغاية في مهام معالجة اللغة الطبيعية، ويرجع ذلك إلى أن بنية المحولات هي بنية شبكة عصبية تستخدم آليات الانتباه الذاتي لمعالجة البيانات المتسلسلة، ثم تعمل GPT على توسيع بنية المحولات لدعم مهام التوليد، حيث يُدرب النموذج على التنبؤ بالكلمة التالية في تسلسل نصي.
وتتكون بنية GPT من طبقات متعددة من المحولات، حيث تُمرر المدخلات إلى الطبقة الأولى ثم تُعالج هذه الطبقة المدخلات وتنتج المخرجات، والتي تُمرر بعد ذلك إلى الطبقة التالية لمزيد من المعالجة، وهكذا حتى تنتج الطبقة النهائية الإخراج النهائي للبيانات إلى النموذج.
وتُستخدم تقنية الانتباه الذاتي Self-Attention في نموذج المحولات مما يسمح للنموذج بمعرفة الكلمات في الجملة الأكثر صلة بالمهمة المطروحة، ويعمل ذلك على تقييم أهمية كل كلمة في الجملة بناءً على علاقتها بالكلمات الأخرى، ويسمح ذلك للنموذج بالتركيز على الكلمات الأكثر صلة في الجملة، مما يؤدي إلى نتائج أكثر دقة وذات صلة بالسياق.
من أنشأ ChatGPT وما هي مراحل تطوره؟
طُوِّر روبوت المحادثة ChatGPT بواسطة شركة OpenAI التي أُنشأت في عام 2015 ومقرها في سان فرانسيسكو من قِبَل مجموعة من رواد الأعمال والعلماء والمهندسين الذين يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل: إيلون ماسك، وسام ألتمان، وجريج بروكمان، وإيليا سوتسكيفر، وجون شولمان، ووجسيخ زاريمبا.
وفي عام 2018 استقال إيلون ماسك من مقعده في مجلس الإدارة مشيرًا إلى احتمالية تعارض المصالح مع دوره كرئيس تنفيذي لشركة تسلا موتورز، لكنه ظل مانحًا.
وفي عام 2018 أصدرت الشركة نموذج GPT-1 وكان يحتوي على 117 مليون كلمة أو مُعَلِّمَة، وكان يتميز بقدرته على إنشاء نصوص طويلة وشاملة بشكل جيد، ومع ذلك كان أداء النموذج في إنتاج نصًا متماسكًا ومناسبًا للسياق محدودًا.
وفي عام 2019 أطلقت الشركة نموذج GPT-2 وهو نموذج أكبر حجمًا من GPT-1، فقد كان يحتوي على 1.5 مليار مُعَلِّمَة، وكانت له القدرة على إنشاء نصوص بجودة أفضل وأكثر تنوعًا وإقناعًا.
وفي عام 2020 أطلقت الشركة نموذج GPT-3 وهو أكبر حجمًا من GPT-2، فقد جرى تدريبه على كمية هائلة من البيانات ما يزيد عن 175 مليار كلمة، بما في ذلك صفحات الويب والكتب والمصادر النصية الأخرى مما يجعله أحد أكبر وأقوى النماذج اللغوية الموجودة.
وقد مَكَّن هذا العدد الكبير من البيانات النموذج من إنشاء نص متماسك للغاية وذو نغمة طبيعية مما مَكَّنه من محاكاة محادثة تشبه محادثات الإنسان، كما يمكن للنموذج أيضًا أداء مجموعة واسعة من مهام معالجة اللغة الطبيعية، مثل: تصنيف النص ونمذجة اللغة والإجابة على الأسئلة والترجمة وإنشاء المحتوى.
وفي عام 2021 أطلقت الشركة نموذج GPT-3.5-turbo وهو ترقية لنموذج GPT-3 أُضيفت به ميزات جديدة، مثل: دعم اللغات الأخرى غير الإنجليزية.
وفي 14 مارس 2023 أعلنت شركة OpenAI أن النموذج الجديد GPT-4 أصبح متاحًا للمطورين ومشتركي خدمة ChatGPT Plus مع تأكيد شركة Microsoft أن متصفح Bing الجديد يعمل بالفعل باستخدام نموذج GPT-4، وهو نموذج كبير الحجم (لم يُعلن رسميًا عن حجم البيانات التي تدرب عليها النموذج، وما ذُكر عن أن حجم البيانات هي 100 تريليون معلمة هي مجرد تكهنات) متعدد الوسائط فيمكنه قبول مدخلات الصور والنصوص وإنتاج مخرجات نصية فقط.
مراحل تدريب روبوت المحادثة ChatGPT
إن عملية تدريب روبوت المحادثة على وجه العموم معقدة جدًا وتنطوي على عدة مراحل، فيما يلي سوف نوضح بإيجاز تلك المراحل:
1. جمع البيانات:
الخطوة الأولى هي جمع كم كبير من بيانات النصوص من مصادر مختلفة، مثل: الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، وتستخدم هذه البيانات لتدريب نموذج ChatGPT، كما تُعَد جودة البيانات المجمعة هي العامل الحاسم في جودة النماذج المدربة، فهي تؤثر على دقة وأداء تلك النماذج.
2. معالجة البيانات:
قبل إدخال البيانات إلى النموذج يجب أن تَمُر بعملية معالجة لها، وتشمل هذه المرحلة مهامًا مثل: تقسيم النص إلى كلمات منفصلة tokenization، وضمان أن تكون الكلمات بأبسط شكل لها normalization، وبالإضافة إلى ذلك يمكن إزالة الأحرف الخاصة والكلمات الشائعة التي لا تضيف الكثير من المعنى stopwords لتقليل الضجيج.
3. اختيار بنية النموذج:
الخطوة التالية هي اختيار بنية مناسبة لنموذج ChatGPT، وتُستخدم بنية GPT وهي نوع من نماذج المحولات Transformer كما ذكرنا سابقًا، وعادةً ما تُستخدم في مهام اللغة كإنتاج النصوص والترجمة.
4. التدريب المسبق:
أثناء التدريب المسبق يتعلم نموذج ChatGPT التنبؤ بالكلمة التالية في الجملة استنادًا إلى الكلمات السابقة، ويُعرف هذا الأمر بنمذجة اللغة language modeling، ويُدرب النموذج على كمية كبيرة من بيانات النصوص باستخدام نهج التعلم غير الخاضع للإشراف unsupervised learning.
5. الضبط الدقيق:
بعد مرحلة التدريب المسبق يُضبط نموذج ChatGPT على مهمة محددة، مثل: ترجمة اللغة أو تطوير روبوت المحادثة، ويتضمن الضبط الدقيق مزيدًا من التدريب للنموذج على كمية أصغر من البيانات الخاصة بالمهمة المطروحة.
6. التقييم:
طوال مراحل عملية التدريب يُقيَّم أداء نموذج ChatGPT باستخدام مقاييس، مثل: الحيرة أو الإرباك Perplexity، والتي تقيس قدرة النموذج على التنبؤ بالكلمة التالية في الجملة، ويُختبر النموذج على مجموعة من البيانات غير المستخدمة للتدريب.
7. النشر:
بمجرد تدريب نموذج ChatGPT وتقييمه يمكن نشره في الإنتاج، ويتضمن ذلك دمج النموذج في تطبيق أو نظام أساسي حيث يمكن للمستخدمين النهائيين استخدامه لإنشاء نص أو تنفيذ مهام محددة متعلقة باللغة.
كانت تلك هي خطوات تدريب روبوت المحادثة بوجهٍ عام، وسوف نخصص مقال منفصل لمناقشة خطوات تدريب روبوت المحادثة ChatGPT على وجه الخصوص.
فوائد وميزات روبوت المحادثة ChatGPT
دُرِّبَ روبوت المحادثة ChatGPT على مجموعة كبيرة من البيانات النصية، مما جعله قادرًا على توليد ردود شبيهة بالبشر في المحادثات، فيما يلي سنناقش بعض فوائد وميزات هذا الروبوت:
* القدرة على فهم اللغة الطبيعية وتوليدها:
تتمثل إحدى المزايا الرئيسية لـ ChatGPT في قدرته على فهم اللغة الطبيعية وتوليدها، فيمكن لهذا النموذج استيعاب مجموعة واسعة من موضوعات المحادثة والاستجابة لها، مما يجعله أداة ممتازة لتطبيقات خدمة العملاء، كما لديه القدرة على فهم الفروق الدقيقة في اللغة البشرية، بما في ذلك التعبيرات الاصطلاحية والعامية.
* المرونة والقدرة على التكيف:
على عكس روبوتات المحادثة التقليدية المبرمجة للاستجابة لمطالبات محددة، يمكن لـ ChatGPT فهم مجموعة واسعة من مدخلات المحادثة والاستجابة لها، وهذا يجعله مرنًا للغاية وقابل للتكيف في المواقف التي قد يطرح فيها المستخدمون أسئلة أو يُدْلُون ببيانات لا تتعلق مباشرة بالموضوع المطروح.
* التعلم والتحسين المستمر:
يتمتع ChatGPT بالقدرة على التعلم والتحسين بمرور الوقت، وذلك بفضل خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة، ونظرًا لأنه يتفاعل مع المزيد من المستخدمين ويعالج المزيد من البيانات ليصبح أكثر دقة وكفاءة في توليد الاستجابات، وهذا يعني أن الاستجابات الناتجة عن ChatGPT تتحسن باستمرار، مما يضمن حصول المستخدمين على المعلومات الأكثر صلة ودقة.
* الاستجابات والتوصيات المخصصة:
يمكن لـ ChatGPT إنشاء ردود وتوصيات مخصصة، مما يجعله أداة فعالة في تطبيقات التسويق والإعلان، كما يمكنه تحليل تفاعلات المستخدم السابقة وتخصيص ردوده وفقًا لذلك، وتحسين تجربة المستخدم الإجمالية.
* دعم متعدد اللغات:
يتمتع ChatGPT بدعم متعدد اللغات، مما يسمح له بفهم اللغات المتعددة والاستجابة لها، وهذا يجعله أداة ممتازة للشركات التي تعمل في بلدان متعددة وتحتاج إلى التواصل مع العملاء بلغات مختلفة.
* موفر للوقت وفعال من حيث التكلفة:
ChatGPT هو حل موفر للوقت وفعال من حيث التكلفة للشركات التي ترغب في تقديم خدمة عملاء عالية الجودة دون الحاجة إلى تدخل بشري، فيمكنه التعامل مع محادثات متعددة في وقتٍ واحدٍ، مما يقلل من الحاجة لممثلي خدمة العملاء البشرية.
مقارنة ChatGPT مع روبوتات محادثة AI الأخرى
أصبحت روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي شائعة بشكل متزايد على مر السنين، إذ تستخدمها العديد من الشركات والمؤسسات لخدمة العملاء، والمساعدين الافتراضيين، والتطبيقات الأخرى.
ويتمتع روبوت المحادثة ChatGPT بالعديد من المزايا، بما في ذلك قدرته على فهم مجموعة واسعة من الأسئلة والرد عليها وقدرته على المحادثة، فيما يلي سوف نقارن ChatGPT مع روبوتات الدردشة AI الأخرى.
* القدرة على معالجة اللغة الطبيعية NLP:
تتمثل إحدى المزايا المهمة لـ ChatGPT على روبوتات الدردشة الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعي في قدرته على البرمجة اللغوية العصبية، فقد صُمم ChatGPT لفهم مجموعة واسعة من الأسئلة والرد عليها، بما في ذلك الواقعية والقائمة على الرأي والمحادثة، كما يَستخدم بنية GPT لإنشاء استجابات مما يمكّنه من إنشاء نص متماسك وذو مغزى.
في المقابل، صُممت روبوتات الدردشة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل: Siri و Alexa و Google Assistant لتنفيذ مهام محددة، مثل: إعداد التذكيرات أو تشغيل الموسيقى أو الإجابة على الأسئلة الأساسية، فلديهم قدرات محدودة في البرمجة اللغوية العصبية، لذلك هم غير قادرين على توليد استجابات معقدة.
* الطبيعة والقدرة على المحادثة:
ميزة أخرى لـ ChatGPT على روبوتات الدردشة الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي قدرته على المحادثة بطبيعية، فقد دُرب على مجموعات بيانات الحوار لتحسين قدرته على الاستجابة بطريقة المحادثة، فيمكنه فهم سياق المحادثة وإنشاء ردود تحاكي ردود الفعل البشرية.
في المقابل، صُممت روبوتات الدردشة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتكون أكثر توجهًا نحو تنفيذ المهام، وقد لا تكون قادرة على توليد استجابات محادثة.
* التكامل مع التطبيقات:
يمكن دمج ChatGPT في العديد من التطبيقات، مثل: روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين ومنصات خدمة العملاء، وذلك من خلال الـ API الخاص به، فقدرته على توليد استجابات بلغة طبيعية تجعله مناسبًا لمجموعة واسعة من التطبيقات التي تتطلب تفاعلات شبيهة بالبشر.
في المقابل، صُممت روبوتات الدردشة الأخرى لتنفيذ مهام محددة، وقد لا تكون مناسبة للتكامل في تطبيقات مختلفة.
* الأداء:
عامل حاسم آخر في مقارنة روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي هو قدرتها على التخصيص والتكيف مع حالات استخدام محددة، فيمكن ضبط ChatGPT وفقًا لمجموعات بيانات محددة مما يمكّنه من تحسين أدائه في مجالات معينة.
في المقابل، قد تكون برامج الدردشة الأخرى محدودة في تخصيصها وقدرتها على التكيف، مما يؤدي إلى أداء دون المستوى الأمثل في حالات استخدام محددة.
* الأخلاق والتحيز:
صُمم روبوت ChatGPT مع مراعاة الأخلاق والتحيز، فقد نفذت شركة OpenAI العديد من الإجراءات لمنع النموذج من إنشاء محتوى مسيء أو ضار.
في المقابل، انُتقدت روبوتات الدردشة الأخرى بسبب تحيزاتها المحتملة.
تطبيقات استخدام نموذج المحادثة ChatGPT
إن ChatGPT نموذج لغة AI يمكنه تقليد المحادثة البشرية، وأدت هذه القدرة إلى مجموعة واسعة من تطبيقات الاستخدام، فيما يلي سنناقش أهم هذه الاستخدامات:
* كتابة الشيفرات البرمجية:
يمكن للمبرمجين استخدام ChatGPT لمساعدتهم في توليد شيفراتهم البرمجية لبناء تطبيقات الويب والتطبيقات الذكية وحتى ألعاب الفيديو، كما يمكنه تحليل الشيفرة البرمجية للتطبيقات لتجنب الأخطاء البرمجية والثغرات الأمنية، وتوفير النصائح والحلول اللازمة لتحسين أداء الشيفرات البرمجية وجعلها أكثر فعالية.
* إنشاء المحتوى:
يمكن للكُتَّاب والمدونين استخدام ChatGPT لإنشاء محتوى لأغراض مختلفة، بما في ذلك المقالات ومنشورات لمنصات التواصل الاجتماعي وأوصاف المنتجات، فبفضل قدرته على إنشاء نَص يُشبه الإنسان، يمكنه مساعدة منشئي المحتوى في توفير الوقت والجهد في إنشاء محتوى عالي الجودة.
* ترجمة اللغة:
يمكن استخدام ChatGPT لترجمة اللغة مما يسمح للمستخدمين بالتواصل مع الأشخاص الذين يتحدثون لغات مختلفة، فيمكنه ترجمة النص في الوقت الفعلي مما يجعله مفيدًا للتواصل التجاري والشخصي.
* تحليل البيانات:
يمكن استخدام ChatGPT لرفع جداول بيانات ضخمة من نوع CSV لتحليل تلك البيانات وتفسيرها ثم توليد رؤى من مجموعات البيانات الكبيرة تلك، مما يجعلها مفيدة للشركات والباحثين الأكاديميين.
* الكتابة الإبداعية:
يمكن استخدام ChatGPT في الكتابة الإبداعية بما في ذلك إنشاء القصص والنصوص والشعر، ويمكنه أن يوفر الإلهام وتوليد أفكار جديدة للكُتَّاب.
* المساعدون الافتراضيون:
يمكن استخدام ChatGPT لإنشاء مساعدين افتراضيين للشركات والأفراد، ويمكن لهؤلاء المساعدين الافتراضيين التعامل مع مهام، مثل: جدولة المواعيد وإدارة رسائل البريد الإلكتروني وتقديم التوصيات.
* خدمة الزبائن:
أصبحت روبوتات المحادثة جزءًا لا يتجزأ من خدمة العملاء، وبفضل قدرة ChatGPT على إنشاء ردود شبيهة بالبشر فيمكنه تزويد العملاء بدعم سريع وفعال، كما يمكنه التعامل مع استفسارات العملاء المتعددة في وقتٍ واحدٍ، ومع قدرته على فهم اللغة الطبيعية يمكنه الرد بدقة على مجموعة واسعة من الاستفسارات.
* التسويق:
يمكن استخدام ChatGPT لتطوير استراتيجيات تسويق مخصصة، فمن خلال تحليل بيانات العميل يمكنه إنشاء رسائل وتوصيات مستهدفة بناءً على تفضيلات العميل وسلوكه، كما يمكن أن يساعد أيضًا الشركات على تطوير وتنفيذ حملات إعلانية قائمة على روبوتات الدردشة، وتقديم رسائل عالية الاستهداف للعملاء.
* التعليم:
يمكن استخدام ChatGPT في التعليم لتسهيل التعلم الشخصي، فيمكنه إنشاء مواد تعليمية مخصصة والإجابة على أسئلة الطلاب، مما يجعل تجربة التعلم أكثر جاذبية وتفاعلية، ويمكن أيضًا استخدامه لتطوير الألعاب التعليمية والمحاكاة، مما يوفر للطلاب تجربة تعليمية غامرة وممتعة أكثر.
* الصحة النفسية:
استُخدم ChatGPT في تطبيقات الصحة العقلية لتقديم الدعم والمشورة للأفراد، فيمكن استخدامه لإنشاء معالجين افتراضيين يقدمون دعمًا وإرشادًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، ويمكن أيضًا استخدامه لتطوير روبوتات المحادثة التي توفر العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavioral Therapy للأفراد، مما يساعدهم على إدارة حالات صحتهم العقلية.
* المساعدة الشخصية:
يمكن استخدام ChatGPT كمساعد شخصي لمساعدة المستخدمين على إدارة مهامهم اليومية، فيمكنه جدولة المواعيد وتعيين التذكيرات وتقديم التوصيات بناءً على تفضيلات المستخدم وسلوكه، كما يمكن استخدامه أيضًا لإنشاء قوائم تسوق مخصصة وإدارة الشؤون المالية للمستخدم.
القيود والتحديات التي تواجه روبوت المحادثة ChatGPT
على الرغم من الفوائد العديدة التي يقدمها لنا روبوت المحادثة ChatGPT، إلا أن هناك حدودًا لِما يُمكِن أن يفعله، فيما يلي سنناقش بعض الحدود والتحديات التي تواجه ChatGPT:
* فهم السياق:
يفتقر ChatGPT إلى فهم السياق، مما يعني أنه لا يمكنه فهم المعنى الكامن وراء المحادثة بشكل كامل، ففي حين أنه يمكن أن يستجيب للإدخالات الفردية بنص شبيه بالبشر، إلا أنه لا يمكنه فهم القصد أو المعنى الكامن وراء المحادثة، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تقديم استجابات ليست ذات صلة أو دقيقة لاحتياجات المستخدم.
* الفروق العاطفية:
لدى ChatGPT قدرة محدودة على فهم الفروق الدقيقة العاطفية، فعلى سبيل المثال: لا يمكنه فهم السخرية أو الأشكال الأخرى من اللغة التصويرية والتي يمكن أن تؤدي إلى ردود غير مناسبة أو غير دقيقة، بالإضافة إلى ذلك قد لا يتمكن ChatGPT من فهم الحالة العاطفية للمستخدم، مما قد يؤدي إلى ردود غير حساسة أو غير مناسبة.
* المعرفة المحدودة:
بينما يتمتع ChatGPT بإمكانية الوصول إلى كمية هائلة من المعلومات، إلا أن معرفته لا تزال محدودة حسب البيانات التي تم التدريب عليها وهي محدثة حتى عام 2021 فقط، لذلك قد لا يتمكن من الوصول إلى أحدث المعلومات، أو قد لا يكون قادرًا على تقديم إجابات دقيقة لموضوعات معقدة أو متخصصة.
تنويه: هذا يتعلق بمستخدمي الحسابات المجانية الذين يعتمدون على نموذج GPT-3.5، أما بالنسبة لمستخدمي الحسابات المدفوعة المعتمدين على نموذج GPT-4 فيختلف الوضع تمامًا، حيث يتمتع هذا النموذج بقدرته على الوصول إلى الإنترنت، مما يعني تزويده ببيانات محدثة باستمرار.
* عدم القدرة على التعلم:
نموذج المحادثة ChatGPT غير قادر على التعلم من التجارب الجديدة أو التكيف مع السياقات المتغيرة، يمكنه فقط تقديم ردود بناءً على البيانات التي دُرِّب عليها، مما يعني أنه قد لا يكون قادرًا على تقديم استجابات دقيقة أو ذات صلة للمواقف الجديدة أو الفريدة.
الاعتبارات الأخلاقية لاستخدام روبوت المحادثة ChatGPT
كنموذج لغة ذكي صُمم ChatGPT للتفاعل مع المستخدمين وتزويدهم بمعلومات دقيقة وذات صلة، ومع ذلك فإن استخدام مثل هذه النماذج يثير العديد من الاعتبارات الأخلاقية التي يجب معالجتها، فيما يلي سنناقش تلك الاعتبارات الأخلاقية:
أولاً من أهم الاعتبارات الأخلاقية التي تواجه ChatGPT هي حماية خصوصية بيانات المستخدم، يتمتع ChatGPT كنموذج لغوي بإمكانية الوصول إلى كمية هائلة من بيانات المستخدم، بما في ذلك المعلومات الشخصية والتفضيلات والأنماط السلوكية، لذلك من المهم التأكد من حماية هذه البيانات من الوصول أو الاستخدام أو الكشف غير المصرح به، وأن المستخدمين على علم بكيفية استخدام بياناتهم.
ثانيًا اعتبار آخر مهم وهو احتمال التحيز في البيانات المستخدمة لتدريب نموذج اللغة، فيمكن أن يَنشأ التحيز من مجموعة متنوعة من المصادر، مثل: اختيار بيانات التدريب أو تصميم النموذج أو الافتراضات التي أُجريت أثناء تطوير النموذج، وللتخفيف من آثار التحيز من المهم الاختيار بعناية بيانات التدريب التي تمثل مجموعة متنوعة من وجهات النظر والخبرات، والمراقبة المستمرة لأداء النموذج بحثًا عن علامات التحيز.
ثالثًا بالإضافة إلى خصوصية البيانات والتحيز، تُعد المساءلة من الاعتبارات الأخلاقية الرئيسية الأخرى لـ ChatGPT، فيجب أن يكون لدى المستخدمين القدرة على مساءلة نموذج اللغة عن أفعاله وقراراته (المساءلة هنا تعود على شركة OpenAI)، ويتضمن ذلك الشفافية في كيفية عمل النموذج، وتقديم تفسيرات واضحة لقراراته، والتأكد من أن المستخدمين لديهم القدرة على الاعتراض على أفعاله أو استئنافها.
أخيرًا تمتد الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بـ ChatGPT إلى ما وراء النموذج نفسه، فمع انتشار استخدام النماذج اللغوية على نطاق واسع من المهم النظر في تأثيرها على المجتمع، بما في ذلك القضايا المتعلقة بنقل الوظائف من الإنسان إلى الآلة، وتركيز السُلطة في أيدي عدد قليل من شركات التكنولوجيا.
كيفية استخدام روبوت المحادثة ChatGPT
بالإمكان الوصول إلى روبوت المحادثة ChatGPT ثم استخدامه من خلال أحد الطرائق الثلاث التالية:
1. مباشرة من خلال الموقع الرسمي لروبوت المحادثة ChatGPT.
2. مباشرة من خلال واجهة برمجة التطبيقات API الرسمية للروبوت.
3. من خلال أحد مواقع الطرف الثالث التي تقدم خدمات الروبوت لديها.
وفيما يلي سنعرض طريقة الاستخدام الأولى والثالثة، أما بالنسبة لطريقة الاستخدام الثانية من خلال API سوف نخصص لها مقالة مستقلة لشرحها باستفاضة مع الأمثلة.
1. الاستخدام من خلال الموقع الرسمي:
قبل أن نبدأ في شرح هذه الطريقة وجب التنويه إلى أن خدمات شركة OpenAI للذكاء الاصطناعي غير متوفرة في بعض البلدان، مثل: مصر، لذلك أثناء تنفيذك للخطوات التي سوف نقدمها أدناه قد تواجهك الرسالة الموضحة بالصورة التالية:
لكن لا تشعر بالإحباط، فما زال بالإمكان الاستفادة من إمكانات هذا الروبوت من خلال أحد مواقع الطرف الثالث والتي سوف نشرحها بالقسم التالي من هذه المقالة.
ولنبدأ الآن في شرح خطوات كيفية استخدام روبوت المحادثة ChatGPT من خلال الموقع الرسمي:
أولاً يجب أن يتوافر لديك عنوان بريد إلكتروني نشط للتسجيل من خلاله بالموقع، كما يجب أن يكون لديك رقم هاتف جوال لاستلام رمز التحقق من هويتك.
ثانيًا انتقل الآن إلى الموقع الرسمي للروبوت، ثم انقر على زر "التسجيل" لإنشاء حساب على الموقع.
وقد تظهر لك رسالة تحقق للتأكد من أنك إنسان وليس روبوت، فقط انقر على المربع الفارغ كما هو موضح بالصورة التالية:
ثالثًا من الصفحة التالية أدخل عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك، أو يمكنك ربط الحساب بأحد حساباتك على جوجل أو مايكروسوفت أو آبل، ثم انقر على زر "استمر".
رابعًا من الصفحة التالية أدخل كلمة مرور قوية لحسابك لا تقل عن 8 أحرف، ثم انقر على زر "استمر".
خامسًا من الصفحة التالية سوف يُطلب منك الانتقال إلى بريدك الإلكتروني الذي سجلته للعثور على رسالة التحقق التي أُرسلت إليك، كما هو موضح أدناه:
فقط انتقل إلى بريدك الإلكتروني ثم اعثر على رسالة التحقق ثم انقر على زر "التحقق من عنوان البريد الإلكتروني"، كما هو موضح بالصورة أدناه:
سادسًا من الصفحة التالية أدخل بياناتك الشخصية (اسمك الأول والثاني)، ثم انقر على زر "استمر".
سابعًا من الصفحة التالية أدخل رقم هاتفك الجوال لاستلام رمز التحقق من هويتك، تلقائيًا سوف يحدد الموقع مفتاح الدولة حسب عنوان الـ IP الذي يستخدمه جهازك، وفي حالة كان مفتاح الدولة خطأ فقط انقر على القائمة المنسدلة ثم اختر دولتك، ثم اكتب رقم هاتفك الجوال، ثم انقر على زر "أرسل الرمز".
أخيرًا فور استلامك لرمز التفعيل المكون من ستة أرقام على جوالك، انتقل مرة أخرى لموقع الويب لإدخال هذا الرمز بطريقة صحيحة لتتمكن من الدخول إلى حسابك.
تهانينا، أصبح لديك الآن حسابًا رسميًا على موقع OpenAI تستطيع من خلاله استخدام جميع خدمات الذكاء الاصطناعي التي أنتجتها الشركة والتي من ضمنها روبوت المحادثة ChatGPT.
يمكنك الآن تقديم أي سؤال تريده إلى الروبوت وسوف يرد عليك بالإجابة.
2. الاستخدام من خلال موقع طرف ثالث:
تُعد طريقة الاستخدام من خلال جهة طرف ثالث مناسبةً لمن لا تتوفر في بلده خدمات شركة OpenAI للذكاء الاصطناعي، وتُوفر هذه الخدمات من خلال مواقع وإضافات طُورت بواسطة جهات طرف خارجي مختلفة لا تتطلب شبكة افتراضية خاصة VPN أو حتى رقم هاتف من أحد الدول الأوروبية لاستخدامها، ومن بين تلك المواقع والإضافات ما يلي:
* موقع poe: يمثل هذا الموقع حلاً مثاليًا للأفراد الذين قد يكونون غير قادرين على الوصول إلى خدمات شركة OpenAI للذكاء الاصطناعي في دولهم، فالموقع يتيح استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من خلال واجهة مستخدم سهلة وواضحة.
كل ما سوف تحتاج إليه هو إنشاء حساب على الموقع من خلال عنوان بريد إليكتروني أو رقم هاتف، أو يمكنك تجاهل هذين الخيارين وبدلاً من ذلك سجل الدخول باستخدام حساب جوجل أو حساب آبل.
وبعد إجراء عملية تسجيل الدخول بنجاح سوف ينقلك الموقع لصفحة بها عِدة أدوات للذكاء الاصطناعي من بينها ChatGPT والإصدار الأحدث للروبوت GPT-4 ولكن بعدد مرات استخدام قليلة للغاية.
* موقع huggingface: هي مكتبة مفتوحة المصدر (وبها خطط مدفوعة) لمعالجة اللغة الطبيعية التي تتميز بأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي بما في ذلك نموذج GPT-4، ويمكن للمستخدمين الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في نموذج GPT-4 لتشغيل نماذج البرمجة اللغوية العصبية الخاصة بهم، أو اختبار الأفكار الجديدة، أو حتى إنشاء تطبيقات جديدة.
* الدردشة المدمجة بمحرك بحث Microsoft Bing: تتيح الدردشة المدمجة بمحرك بحث Microsoft Bing أيضًا استخدام نموذج GPT-4، فبعد أن أطلقت شركة OpenAI نموذج GPT-4 كشفت شركة Microsoft أن Bing AI الخاص بها يستخدم بالفعل النموذج.
ويمكن الوصول إلى الدردشة المدمجة بمحرك بحث Microsoft Bing مباشرة من خلال استخدام متصفح Edge، أو من خلال استخدم الإضافة الخاصة بالدردشة والتي تعمل في جميع المتصفحات القائمة على Chromium، مثل: Chrome و Brave و Edge.
* إضافة ChatGPT Sidebar: هي إضافة شائعة لمتصفح Chrome يَستخدم واجهة برمجة تطبيقات ChatGPT لإنشاء ردود شبيهة بالإنسان على أسئلة المستخدمين، ويساعد المستخدمين في الكتابة والترجمة والتلخيص وفحص القواعد النحوية وغيرها من الأغراض.
تعمل الإضافة كشريط جانبي على أي صفحة ويب، وتدعم جميع محركات البحث الشائعة بما في ذلك: Google و Bing و duckduckgo.
* إضافة ChatGPT Writer: هي إضافة تعمل في جميع المتصفحات القائمة على Chromium، مثل: Chrome و Brave و Edge، تعمل هذه الإضافة على إنشاء رسائل البريد الإلكتروني، كما أنها تقدم دعم محسَّن لخدمة البريد الإلكتروني Gmail.
* إضافة YouTube Summary: هي إضافة لمتصفح Chrome تتيح الوصول بسرعة إلى ملخص مقاطع فيديو YouTube التي تشاهدها، وذلك باستخدام تقنية ChatGPT AI من شركة OpenAI، فمع استخدام هذه الإضافة بالإمكان توفير الوقت، والتعلم بطريقة أسرع.
مستقبل روبوت المحادثة ChatGPT
في ختام هذا الدليل الشامل، نجد أن روبوت المحادثة الذكي ChatGPT يشكل نقطة تحوّل هامة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، فمن خلال مسيرته التطويرية المستمرة وقدرته على توليد نصوص متقنة ومحادثات طبيعية، يُعد ChatGPT مثالًا مشرقًا على كيفية تلاقي البحث والابتكار في صُنع أدوات تكنولوجية تلبي احتياجاتنا المتزايدة.
إذاً، في عالم يزداد تطورًا يومًا بعد يوم، يبقى مفهوم الذكاء الاصطناعي وروبوتات المحادثة بمثابة المفاتيح التي تفتح أبواب التقدم والتحسين، وتُذكرنا هذه الرحلة المذهلة بأهمية التواصل بين الإنسان والتكنولوجيا، وتقديمها كشريك ذكي يمكننا الاعتماد عليه في مستقبل مليء بالتحديات والإمكانيات اللامحدودة.
فليكن روبوت المحادثة ChatGPT خير مثال على التعاون البنّاء بين الإنسان والآلة، ولنتطلع بشغف إلى المزيد من التقدم والابتكارات التي ستشكلها هذه الشراكة في قادم الأيام.
قد تنتهي هذه المقالة هنا، ولكن التطورات والاستكشافات مع ChatGPT ومجال الذكاء الاصطناعي تبقى مفتوحة أمامنا كفرص متجددة لاكتشاف عالم جديد من الإمكانيات.
إضافة تعليق